هسبريس – الفيلسوف طه عبد الرحمن يحظى بتكريم

الجائزة في الإعلام

تكريم للفيلسوف المغربي طه عبد الرحمان بين أعلام آخرين للثقافة في العالم العربي والمنطقة ذات الغالبية المسلمة، نظمته جائزة الدوحة للكتاب العربي، في دورتها التأسيسية، التي تروم “تكريم الباحثين ودور النشر والمؤسسات المسهمة في صناعة الكتاب العربي.”

وكرّمت الجائزة أيضا ناصر الدين سعيدوني من الجزائر، ومحمد محمد أبو موسى وأيمن فؤاد سيد من مصر، وفيحاء عبد الهادي من فلسطين، وقطب مصطفى سانو من غينيا، ومصطفى عقيل الخطيب من قطر، وغانم قدوري الحمد من العراق، وسعد البازعي من السعودية، وجيرار جهامي من لبنان.

واختارت هذه الدورة التأسيسية “نخبة من المتخصصين في العلوم الإنسانية والشرعية، الذين أثروا المكتبة العربية بالمصنفات العلمية الرصينة والأطروحات الفلسفية والتاريخية والدراسات البحثية القيمة”.

ويقصد هذا الموعد الثقافي الجديد “الإسهام في إثراء المكتبة العربية، بتشجيع الأفراد والمؤسسات لتقديم أفضل إنتاج معرفي في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتكريم الدراسات الجادة والتعريف بها والإشادة بجهود أصحابها، فضلًا عن دعم دُورِ النشر الرائدة للارتقاء بجودة الكتاب العربي شكلًا ومضمونًا.”

كما يهدف إلى “تقدير الكُتّاب والمؤلفين الذين حققت أعمالهم إضافة معرفية إلى الثقافة الإنسانية، وتشجيع الناشرين والفاعلين في صناعة الكتاب، تعزيزًا وتطويرًا للنشر العربي، ليصبح قادرًا على المنافسة العالمية.”

وتشترط الجائزة في الأفراد والمؤسسات المرشّحة “بروز إنتاجٍ معرفيٍّ فيه رفد للفكر والإبداع في الثقافة العربية، وتميّز بالجدّة والأصالة، وأن يشكّل إضافة إلى المعرفة والثقافة الإنسانية.”
وطه عبد الرحمن أكاديمي ومفكر مغربي، ذو إسهام بارز في الساحة الثقافية العربية الإسلامية في مجالات من بينها الفلسفة، والأخلاق، والمنطق، ونقاش التقاليد والعولمة، ومن بين أعماله البارزة “تجديد المنهج في تقويم التراث”، “الحق العربي في الاختلاف الفلسفي”، “الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري”، “روح الحداثة: المدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية”، “روح الدين: من ضيق العَلمانية إلى سعة الائتمانية”، و”ثغور المرابطة: مقاربة ائتمانية لصراعات الأمة الحالية”.

الفيلسوف الذي ترتبط بمنجزه مفاهيم من قبيل “الائتمانية” و”بؤس الدهرانية” و”العقل المُسَدَّد”، يرى أن أصل الفلسفة كونها “ليست فكرا مجرّدا” بل “سيرة حيّة”، وأنها في الأصل ليست التفكير الذي يتوسل بالعقل المجرد “وإنما هي ممارسة حية تتوسل بالعقل المسدَّد، إصلاحا للإنسان”.

كما يدافع طه في علاقة “الفلسفة” و”الحكمة” عن أنها في الأصل لم تكن علاقة امتلاك بل “علاقة ائتمان؛ فالفلسفة في أصلها عبارة عن الائتمان على الحكمة، حيث يتعين على الفيلسوف أن يعود إلى هذا التصور الائتماني للفلسفة”، كما يدافع عن “الفلسفة المسدَّدة”، برؤية أن “الفلسفة ليست تفكيرا في الأشياء على مقتضى العقل المجرد، وإنما هي ممارسة حية على مقتضى العقل المسدّد، ابتغاء إصلاح الإنسان”.

ويرى طه عبد الرحمن أن الخروج من “عقمنا الفلسفي” يتطلب “أن نُكوِّن لأنفسنا مفاهيم وتصوّرات فكرية نستنبطها من عريق ثقافتنا، ونشتغل عليها بما أوتينا من قدرات عقلية ومعنوية، تدليلا عليها وتطويرا لها واستنتاجا منها وتوظيفها لها، فإن وافقَت هذه المفاهيم والتصورات، تحديدا لها وتنظيرا، ما عند الآخرين فبِها ونِعمت؛ وإن لم توافقه، فإنما هي إثراء للمجال الفلسفي، إذ يضيف إليه من الأفكار ما لم يكن هؤلاء يعدُّونه كذلك، أو هي توسيع للأفق الفلسفي”.

ومن بين أحدث مواقف المفكر المغربي عقب القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بفلسطين المحتلة، قوله إن “بقاء الأمة اليوم وفي الغد مرهون ببقاء المقاومة، وهزيمتها لا قدر الله إيذان بفناء الأمة”، و“أعظم مظهر للعقل العربي والإسلامي في العصر الحديث هو ما تجسد في (طوفان الأقصى)، حيث تجلت لهذا المقاوم إمكانيات العقل الإسلامي فاكتشف سعته وقوته، وتجلت أمامه إمكانيات العقل الصهيوني فاكتشف محدوديته وهشاشته، فتحمل المسؤولية العملية تجاه هذه الحقائق.”

كما صرح بأنه “لولا التطبيع ما أقدمت دولة الاحتلال على ما أقدمت عليه، ولو أن الدول المطبعة اتخذت موقفا لتوقفت تلك الهجمات الإجرامية”، وحدّث طه أيضا بكون “تخاذل الأمة يدمي القلب، خاصة تخاذل المثقفين”، ثم أردف قائلا: “أعتبر أن عددا كبيرا من المثقفين قد خانوا الأمانة وخانوا الثقافة”.

 

المصدر: هسبريس

الترشح للجائزة

يمكن الترشح عبر الضغط على رابط الترشح التالي:

trophics